إنها منزلة الإحسان، فما أشرفها من منزلة أن تذكر علم الله تعالى، وجميل أن أسوق بين يدي هذا العنوان عبارات لبعض النسوة ممن نحن بصدد نقل أخبارهن من الصالحات.
¤ زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
قالت زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: من أراد أن يكون الخلق شفعاءه عند الله فليحمده، ألم تسمع قولهم: سمع الله لمن حمده، فَخَفِ الله لقدرته عليك، وإستح منه لقربه لك.
¤ فاطمة النيسابورية:
سمع ذو النون فاطمة النيسابورية تقول: من لم يكن الله منه على بال، فإنه يتخطى في كل ميدان، ويتكلم بكل لسان، ومن كان الله منه على بال، أخرسه إلا عن الصدق، وألزمه الحياء منه والإخلاص.
¤ جارية من البادية:
رُوي عن بعضهم أنًّه قال: بينا أنا ذات يوم بالبادية، فخرجت في بعض الليالي في الظُّلم، فإذا أنا بجارية كأنَّها عَلَم، فأردتها على نفسها، فقالت: ويحك، أما لك زاجر من عقل إذا لم يكن لك ناهٍ من دين؟! قلت لها: والله ما يرانا شيء إلا الكواكب، قالت: ويحك! وأين مكوكبها؟!
¤ امرأة من البادية:
حُكي أن رجلا ً تعلق قلبه بامرأة، فخرجت تلك المرأة إلى حاجة لها، فذهب الرجل معها، فلما خلا بها في البادية، ونام الناس، أفشى سره إليها، فقالت المرأة: إنظر أنام الناس بأجمعهم، ففرح الرجل بقولها، وظن أنها قد أجابته، فقام وطاف حول القافلة، فإذا الناس نيام، فرجع إليها، وقال لها: نعم، هم نيام، فقالت: ما تقول في الله تعالى، أنائم في هذه الساعة؟! فقال الرجل: إن الله تعالى لاينام، ولا تأخذه سنة ولا نوم! فقالت المرأة: إن الذي لم ينم ولا ينام يرانا، وإن كان الناس لا يروننا، فذلك أولى أن يُخاف! فتركها الرجل خوفاً من الخالق، وتاب، ورجع إلى وطنه، فلما توفي رأوه في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بخوفي وتركي الذنب.
الكاتب: سعيد القحطاني.
المصدر: موقع ياله من دين.